بقلم : ياسرالجبالى
في عالم يموج بالتحديات والصراعات، تبرز الكراهية كآفة خطيرة تهدد تماسك المجتمعات وتعوق مسيرة التقدم. إنها نار تأكل الأخضر واليابس، وتزرع بذور الفتنة والشقاق بين الناس. ورغم كل ما سببته من ويلات وحروب، لا تزال الكراهية حاضرة في جوانب مختلفة من حياتنا، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي أو العالمي
الكراهية ليست مجرد شعور سلبي، بل هي موقف فكري وسلوكي يتجلى في صور متعددة، مثل التعصب والتمييز والعنف اللفظي والجسدي. إنها تنشأ غالبًا من الخوف والجهل والتحيزات المسبقة، وتتغذى على التعميمات السلبية والأحكام المسبقة تجاه الآخرين.
تتسبب الكراهية في العديد من المشاكل والآثار السلبية على الفرد والمجتمع. فهي تؤدي الكراهية حواجز بين الناس، وتعيق التواصل والتفاهم والتعاون غالبًا ما تكون الكراهية وقودًا للعنف والصراعات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أو الدولي تستخدم الكراهية كأداة لقمع الحريات والتعبير، وتهميش الفئات الضعيفة والمهمشة.
تعيق الكراهية الاستثمار والابتكار والتقدم الاقتصادي والاجتماعي
مواجهة الكراهية تتطلب جهودًا متضافرة من جميع أفراد المجتمع ومؤسساته. من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها
يجب توعية الناس بمخاطر الكراهية وآثارها السلبية، وتعزيز قيم التسامح والاحترام والتنوع يجب خلق مساحات آمنة للحوار والتواصل بين مختلف الفئات والآراء، لتبديد المخاوف والتحيزات يجب سن القوانين والسياسات التي تحمي حقوق جميع الأفراد، وتمنع التمييز والتعصب على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو أي معيار آخر يجب العمل على تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتوفير فرص متساوية للجميع، للحد من الشعور بالإحباط والظلم الذي يغذي الكراهية
يجب على الإعلام والمؤسسات التعليمية أن تلعب دورًا فعالًا في نشر قيم التسامح والمحبة والسلام، ومكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف
الكراهية ليست قدرًا محتومًا، بل هي خيار يمكننا تجنبه. من خلال التوعية والتعليم والحوار والتعاون، يمكننا بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وعدلاً ومحبة، مجتمعات تحتضن التنوع وتحترم الاختلاف، مجتمعات تنعم بالسلام والازدهار. فلنجعل من أنفسنا جنودًا في معركة ضد الكراهية، لنزرع بذور الأمل والمحبة في كل مكان