الإعلام الفاشل وتأثيره على الوعي الجماهيري


بقلم: ياسرالجبالى 

تُعتبر وسائل الإعلام من أبرز الأدوات التي تؤثر في تشكيل الوعي الجماهيري. ومع تزايد انتشار المعلومات، أصبح من الضروري التمييز بين الإعلام الفاشل والإعلام الجيد. المقولة الشهيرة "أعطني إعلامًا فاشلًا، أعطيك شعبًا بلا وعي" تلخص هذه الفكرة بوضوح، حيث تسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه المعلومات في تشكيل أفكار الناس وسلوكياتهم.
الإعلام الفاشل هو الذي يركز على تقديم معلومات سطحية ومضللة. يُعتمد في هذا النوع من الإعلام على الإثارة والتشويق، مما يؤدي إلى تغييب الحقائق. ومن أبرز سماته:
 التركيز على أخبار الحوادث والفضائح بدلًا من القضايا المهمة.
 نشر الأخبار غير الدقيقة أو غير المثبتة علميًا.
 تغطية الأحداث من منظور محدد، مما يؤثر على كيفية استيعاب الجمهور للحقائق.

هذا النوع من الإعلام لا يقدم للناس المعلومات اللازمة لفهم العالم بشكل عميق، بل يدفعهم إلى التفكير بطريقة سطحية. 
تأثير الإعلام الفاشل يمتد إلى مختلف جوانب الحياة:
 يميل الناس إلى تبني الآراء والأفكار التي تعرض لهم، مما يؤثر على القرارات السياسية والاجتماعية.
 عندما تعتاد الجماهير على تلقي معلومات مسطحة، فإنها تتوقف عن التفكير النقدي وتحليل الأمور بعمق.
 يصبح من الصعب على الأفراد التمييز بين الحقيقة والزيف، مما يؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات.
على النقيض، يلعب الإعلام الجيد دورًا حيويًا في تعزيز الوعي الجماهيري. يتميز بعدة خصائص:

 يسعى لتقديم الحقائق بدلاً من الإثارة.
 يحفز الجمهور على تحليل المعلومات ومراجعة المصادر.
يشمل جميع جوانب القضايا، مما يساعد الناس على فهم العوامل المختلفة المؤثرة.
إن الإعلام الفاشل يشكل خطرًا كبيرًا على الوعي الجماهيري، بينما الإعلام الجيد يُعزز القدرة على التفكير النقدي ويفيد المجتمع بشكل عام. من المهم أن نتبنى مصادر معلومات موثوقة ونسعى لفهم الأمور بعمق، حتى نتمكن من بناء مجتمع واعٍ وقادر على مواجهة التحديات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال