بقلم : ياسرالجبالى
🔴 في حديثه على قناة i24 الإسرائيلية، أهدى المذيع اليميني شارون جال تميمة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى النقوش المرسومة عليها. وعندما سُئل نتنياهو عن ارتباط هذه النقوش برؤيته السياسية، أجاب بإيجابية "جدًا... جدًا".
◾ بعد هذا اللقاء، أفادت الصحف الإسرائيلية بأن النقش يمثل خريطة ما يُعرف بـ "إسرائيل الكبرى"، وهو مفهوم يروج له التيار الصهيوني اليميني، حيث تتجاوز الحدود الحالية لإسرائيل لتشمل أراضٍ عربية في مصر والأردن والسعودية والعراق.
◾ في رد فعل على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا تؤكد فيه حرصها على السلام في الشرق الأوسط، منددةً بما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول "إسرائيل الكبرى".
⚠️ إن هذا المفهوم ليس مجرد فكرة عابرة، بل يمثل أحد أسس الفكر الصهيوني الذي بدأ في أواخر القرن التاسع عشر، ويستمر في التأثير على الخطاب السياسي والديني في إسرائيل حتى اليوم.
🔴 **إسرائيل الكبرى: من النيل إلى الفرات**
◾ وفق كتاب "إسرائيل الكبرى: دراسة في الفكر التوسعي الصهيوني" للمفكر أسعد رزوق، ينظر إلى "إسرائيل الكبرى" كجزء أساسي من العقيدة الصهيونية. يستند هذا المفهوم إلى نصوص دينية ورؤى سياسية، حيث تُعتبر حدود الدولة اليهودية تمتد "من النيل إلى الفرات".
◾ تعود جذور هذه الفكرة إلى نصوص عبرية في سفر التكوين، التي تذكر منح نسل إبراهيم الأرض "من وادي مصر إلى النهر الكبير الفرات".
◾ في مؤتمرات الحركة الصهيونية، مثل المؤتمر الأول عام 1897، تم طرح هذه الرؤى بشكل صريح، ما ساهم في تشكيل سياسات قادة الحركة مثل هرتزل وبن جوريون.
🔴 **التوسع بعد 1967**
◾ منذ عقود، أصبح الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي العربية واقعًا ملموسًا، حيث تواصلت السياسات التوسعية على حساب الفلسطينيين. ورغم تراجع إسرائيل عن الضم الرسمي، فإن سياساتها تظل تمثل ضمًا فعليًا.
◾ وفقًا لمنظمة بتسيلم، تواجه السياسات الإسرائيلية انتقادات شديدة، حيث تتضمن مصادرة الأراضي وتقييد البناء للفلسطينيين، مما يعكس نية واضحة للحفاظ على الهيمنة اليهودية.
🔴 **الإطار القانوني الدولي**
◾ تؤكد قرارات مجلس الأمن على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة وضرورة التوصل إلى تسويات سلمية تضمن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
◾ القرار 242، الصادر في 1967، دعا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة، بينما أكد القرار 2334، الصادر في 2016، على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية.
## الخلاصة
إن مفهوم "إسرائيل الكبرى" ليس مجرد فكرة تاريخية، بل هو تجسيد لرؤية سياسية تستمر في التأثير على السياسات الإسرائيلية الراهنة. ومع تصاعد التوترات في المنطقة، يظل هذا المفهوم محورًا للنقاشات السياسية والقانونية.